السبت، 1 يناير 2022

السيد إبراهيم وزهور القرآن

 أني أعرف ما في قرآني ...


وعندما يفتح الشاب اليهودي القرآن لا يجد بداخله إلا زهرة بنفسج ذابلة ليتضح أن الأمر برمته مجرد زهرة بنفسج...!!


هل الأمر برمته حقيقته هكذا؟


"لا ليس برمته هكذا .... أنا لست عربيا ً يا مومو ... أنا من الهلال الخصيب ... عربي تعني عند العامة من يفتح من الساعة السادسة صباحا ًحتى الثانية ليلا ً وفي أيام الأعياد والآحاد"


ماذا ستفعل أمام ممثل تعشقه وتتوقع منه الشيء الكثير وفجأة ينفذ لك توليفة اداء تفتقدتها منذ زمن بعيد

هذا عمر الشريف في السيد ابراهيم وزهور القرآن


السيد إبراهيم وزهور القرآن هو فيلم فرنسي لرواية تحمل نفس الاسم من تأليف اريك ايمانويل وبطولة عمر الشريف والتي اتخذت من شخص مسلم بطلا ً لها، طوال الفيلم يسرد لك علاقة الشاب اليهودي موسى بأبيه والعجوز المسلم إبراهيم صاحب الدكان ليسرد لك عدة أمور رمزية أهمها شخصية الرجل المسلم الذي يتخذ من قرآنه منهجا ً لحياته اليومية ويفسره حسب احتياجاته لهذا كان الشاب يرى في هذا العجوز معياره بين الصواب والخطأ، ظل إبراهيم طوال الفيلم عند حدوث المشاكل لموسى يحلها وهو يقول: "أني أعرف ما في قرآني" حتى طلب موسى منه قرآنه ليقرأه فلم يفهم منه شيئا ً، فقال له: "لا تخف؛ عندما تريد أن تعرف عن كتاب ما أمرا ً فلا تقرأه؛ بل أعرف عنه مّمن قرأه؛ هكذا ستفهم أكثر!! ... هههه .... أني أعرف ما في قرآني" هذا مما زاد من حيره هذا الشاب أمام قدوته ماذا يوجد داخل هذا القرآن ليجعل إبراهيم مبتهجا ًرغم تعاسته، في النهاية اتضح أن الذي داخل القرآن هو مجرد زهرة بنفسج دليلا ً على الصفاء.


عندما عاد إبراهيم لتركيا والآذان على المآذن التركية والأزاهيج الصوفية في كل مكان قال موسى: "أهكذا هي؟" فرد إبراهيم مبتسما ً قائلا ً: "اششش....فقط استمع واستمتع"


وأطلق لروحك العنان.



ملاحظة وجب التنوية لها:

الرواية -وكذلك الفيلم- يأتي في سياق التسامح المطلوب من الآخر الذي دوما يرتاب، والنظرة الإيجابية تجاه الإسلام الصوفي في عمومه كحالة روحانية تتناسب مع عالم مادي يكفر بقيمة الدينية المتداخلة مع رواسبها القديمة



حررت هذه في فترة ما من سنة ٢٠٠٩ ميلادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق