الاثنين، 17 مارس 2014

حوار بين المتنبي والسياب ..






عندما كان سعد بن أبي وقاص يسير مع عتبة بن غزوان نحو الرافدين، رأوا نخلاً كثيفاً يغطي الأفق كأنه سحاباً أسود، خشوا العاصفة، فأناخوا حتى تأتيهم أوامر من أبي حفص!
فكانت الكوفة والبصرة ..... وكان هذا الحوار:



كان عند الخليج
جلس معه مظلته ينتظر المطر، وينظر للخليج واهب الردى،
وعندما رجع الصدى كأنه النشيج ... إذ يسمع لنقر خيلٍ عليه رجلٌ لا تبدو عليه مظاهر الفروسية،

ترجل وقال للجالس - وهو يلهث وينظر خلفه - : تُرى، هل نجوت ؟ لو كُتبت لي الحياة لن أقولَ شعراً بعدها!
 فرد عليه الجالس: في عالم الغد الفتي واهب الحياة!
فقال صاحب الخيل: وما شأن الغد؟
فرد عليه الجالس: الغد! لستُ أنا من طغى عندما استغنى! لستُ أنا من زَعمَ نبوةً زائفةً حتى يرتقي مكاناً ليس به عظيماً يتقيه!
فقال صاحب الخيل: أ فاتكٌ أنت؟
فرد عليه الجالس: هه! أنا رجلٌ يبكي مع هذا الخليج أرض السواد، إلا أن دموعه حُبست، علَّ المطر المنهمر يرسلها!
فقال صاحب الخيل: أرض السواد! أ من أبناء الفاتحين أنت؟ رأوا النخل الكثيف يغطي الأفق فقالوا: ما هذا السواد؟
فرد عليه الجالس: لا، بل من أحفاد أبناء الحيرة! أتدري كلانا في حيرة؛ أنا مهموم وأنت طريد! فأمضي ودعني ونوازعي!

وما إن أمتطى فرسه حتى أتى فارساً يطارد هذا الغريب صاحب الخيل، وما إن رآه حتى صرخ: أبا الطيب! لا نجوت إن نجى!

عندها فقط هطل المطر!!

مطر .. مطر .. مطر ..

،، ويهطل المطر!



حررت في 15 جماد الأولى 1435هـ
16 مارس 2014م
الساعة 1:40 من ظهر يوم الأحد
المكان: مقر عملي الجديد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق