الجمعة، 31 أكتوبر 2025

تحريتك - الليلة التالية

- أتى .. سيأتي .. لن يأتي .. سيأتي ..

كانت تردد هذه الكلمات، وهي تقلم زهرة زهرية اللون كوجنتيها، وقد قلبت على فخذها الأيسر رواية ستيفنسون: جزيرة الكنز.

كلما انتهت من زهرة، سحبت أخرى من الإصيص الزجاجي!


هناك، توقف القطار بسبب عطل، ودهس حيوانًا كان يعبر السكة ليلاً، فحرمها من أن تراه مجددًا!


أما هو، فقد بقي يكتب الرسائل، ويرفض أن يجيب رسائل الجوال، يقول لها: دعينا نعيد أدب الرسائل!

وهي تقول: آلآن قررت! عندما قطعت بنا السبل!


بالنسبة له اعتبرها فرصة، فرصة كي يعيد تشكيل الفكرة، الفكرة التي رنت على هاتفه!

غريبة هي هذه المعاني والمفارقات، يستطيع أن يخلق منها تقاطعات جمة، وهو في غياهب هذا البعد!

لكن فجأة صاح النادل: يا أستاذ!

- ماذا تريد؟

- سنغلق الدكان! أنت لا تعمل معنا، أليس كذلك؟

- أوه! نعم! أجمع الحساب مع حساب الأيام الماضية، وسأوافيك الغداة!

- لكن المبلغ كبير!

- قد تركت وديعة عندك! مسودتي!

تنهد النادل وسكت!

خرج من المحل، ووقف بعد أن أغلق معطفه، وأخرج علبة السجائر، وأشعل لفافة تبغ، وأمعن في التفكير، وهو يدخنها حتى نهاية الفلتر، يرمي العقب تلو الآخر، حتى ظن المارة أنه مخبرًا، وبقي على هذا الحال حوالي الساعة إلا قليلاً، حتى رن هاتفه من جديد، غرمى عقب السيجارة الأخير، ودهسها، وأخذ بالجري باتجاه سكنه، وهو يردد: ...


- ماذا كان يردد؟

-عند صلاة الفجر، حتى شهرزاد تسكت عن الكلام المباح!

تمت