في تلك الليلة الباردة، وبجانب حديقة تقبع فيها كنيسه عتيقه، كانت جلسة حديث مطولة، وكان القمر يطل علينا بنوره كبقعة ضوء على خشبة مسرح ...
طار غرابٌ فوق الشجرة،
ثم صوت ينادي،
صوت كأنه يستجدي،
كزائر متأخر،
يستجدي،
لا أحد، ولا غيره معنا،
ويستمر الصوت يخترق الضباب والبرد،
لكن الصوت ينادي، ينادي للاستمرار، بغض النظر عن المسألة المراد الاستمرار بها،
وفي تلك اللحظة الفارقة،
وعبر سواد الليل الحالك، تَحَلّق الصحب حول ابريق شاي، يتبادلون حديث اسميه: مكاشفة الذكريات!
والكل كان يردد قصيدة قديمة،
قصيدة لا يهم ما فيها ولا من هو قائلها، لكنها تعبر عن حال المقال!
السفر والغربة والترحال، فيها شيء من ألفة غريبة، ومد حبال مرتخية لروابط، وعودة شعور الطفلة التي تغريها الهدايا،
لكن في ثلاثة أيام، تنقلنا في رحلة كرحلة الياس بوفين في الكتب التي التهت والده، فيفالدو!
ثلاثة ايام احتاج هذا النص كي يولد!
دوما في هذه العاصمة المقيته تتعسر الولادة، حتى العملية القيصرية لا تجدي نفعا!
لعله البرد، والضباب الذي يسحب روح النص!
لكني احتاج أن أرمي دواة الحبر على قرطاس الناسخ!
ثم نعق الغراب!
تبا! لعنة الأيام والدنيا عليك!
قالها الناسخ وصاحب الدواة وكاتب الأسطر!
- والثلاثة الذين تحلقوا؟
- هذه الآلة الكاتبة لا تتحرك! دعني أصلحها وأكمل في متجر ناسخ آخر
.. ستتم لاحقا أ.هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق