الخميس، 8 سبتمبر 2016

القول العليل عن القائد الأريب!

ما الذي يجعل الحالة الخاصة بنا تختلف عن حالة الأقوام من حولنا؟

لربما هذا سؤال شائك يحوم في صدر وعقل ووجدان كل منا، لكن لربما ليس بذات البساطة! وليس بما سأصف، لكنه تصور عابر لحديث عابر مع زميل رمى سؤاله فقلت ما قلت:

اتصور موضوع الإرث الذي يريد ان يخلفه وراءه يلعب دور كبير ويصبح غاية، وبالتالي يطبق القول الذي يقول: رجال العهد القديم لا يصلحون للجديد، وبالتالي يمشي على كل ما سبقه ب "استيكه" ويبدا من جديد.

اضافة لذلك ان في الثقافة ان كل قائد يترك اثره، وليس كرئيس القبيلة الذي يبني على ما ترك سلفه ويضع ارثه، نحن قلتنا القبيلة وجلدناها ولم نستفد من معانيها، نحن اناس لا نعي ثقافتنا ولا مجتمعنا، ونريد استنساخ كل ما هو جيد من حولنا كما هو، ولا نرى مصادر القوة فينا.

اضافة ان هاجس البقاء عند الانسان وبحثه عن الخلود يجعله يريد التحكم بكل شيء فاذا اختار قرارا بذل غايته كلها فيه حتى لو فشل لان الفشل يذكره بالموت ويريد الخلود بخلوده بوجدان الناس، وان كان على حساب ثمن باهض من مصائر الناس الذي يقضي في مستقبلهم برأيه الآني الحالي.

هذا والله اعلم....، أقم الصلاة!

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

عن الشغف ...

شغف يشغف شغفا وشغافا فهو مشغوف، وعند العرب هو غلاف القلب وغاليه وغطاؤه، وهو مبلغ ما يقع في قلب المرء، لهذا ذكر رب العزة حب إمرأة العزيز ليوسف عليه السلام بقوله تعالى "شغفها حباً" كناية عن أنه بلغ مبلغا عظيما عندها، ولا يبلغ الشيء هذه المرتبة إلا انه هو وقلبه سواء، ولولا هذا الشغف ما أنهار سلمان الفارسي رضي الله عنه يقبل قدمي النبي الكريم الشريفتين لولا أن شغفه بالبحث عن الحق تمخض عن تلك الحقيقية الأيمانية التي تفجرت حبا، ولولا هذا الشغف ما حكم عبدالرحمن الداخل الأندلس الذي تملكته فكرة أن تكون نبؤة عم أبيه فيه صادقة.

هو شيء يخلق مع ولادة الإنسان، فحتى خامل الذكر تتملكه فكرة تمتلك فيه كل جوارحه، وكل رحلته في الدنيا هي بحث عن مشغوفه اين يصل إليه يريد أن يحققه، فإذا حققه كان كنخلة الداخل، شاهدا على هذا المرء كما شاهد القبر عند دمنته.

هو شيء يولد معه ويبحث عنه ليجده ليشعر انه يستقر، ولكن هو كمخادعة النفس، مثل البحث عن خلود كاذب، لا يصل اليه ابدا، كثأر إمرئ القيس الذي بكى صاحبه دونه، عندما ارتحلا لقيصر، فخلد بكائه بقوله "لا تبكي عيناك وإنما ... نحاول ملكا او نموت فنعذرا".

القلب لا تعرف التعقل، كما العقل لا يعرف التقلب، لكن لا يستغنيان عن بعضيهما، هما كما الاضداد يولدان من رحم واحدة ليصير توأمه المفارق.

فيلم بلال و معنى العبودية غير المروي بالفيلم

في خضم الزخم المصاحب للفيلم، يجدر التنبه لنقطة جوهرية، فكرة العبودية التي يراد تقديمها.

فالكل يعلم يقينا أن بلال حبشي ولد وعاش في مكة، وان كان ابن رباح التي هي من اسماء القرد عند العرب حتى اليوم، لكن بلالا كان يريد أن يجد صيغة لكي ينخرط في هذا المجتمع المكي، هو ومواطنه وحشي الذي لم يكن يرى في مكة الذي كان يراه بلال فيها، فهو مجرد عبد يبحث عن حريته، وهم السادة، أما بلالا فهو ينتسب وأن كان عبد أمية بن خلف، لكنه بلال ابن رباح أولا وآخرا، ولم يكتفي أن يقال فيه كما قيل في وحشي: "كان غلاما لجبير بن مطعم" رضي الله عنهما أجمعين.

هذا غير واقع الموالي الذي كانوا يصنفون أنهم ليسوا عربا صرحاء، كآل ياسر موالي بني مخزوم، فهم وإن كانوا أحرارا لهم أنسابهم ومتحررين من كل قيد، إلا أنهم يدينون بالولاء لبني مخزوم، وكأنما بني مخزوم بما صنعوه لهم فيما مضى - بصرف النظر عن ماهية صنيعهم - صاروا وكأنهم ساداتهم ويعاملون كما يعاملون بني عمومتهم من بني مخزوم، فسامهم عمرو بن هشام ما سام أخويه سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة من العذاب عندما صبئا في نظره، فصاروا ومواليهم آل ياسر على وطار واحد، وإن أختلفت طريقة التعذيب، رضي الله عن صابئة قريش، أنتقم لهم ربهم من معذبيهم.

في زمن أقدم، كان عنترة - والذي هو فرث الذباب - ابنا لشداد العبسي، لكن لأن أمه فقط عبدة، صار عبدا وهو العربي ابن العربي القح، ولم ينل حريته إلا بحرب فعندما كر صار حرا، ولم يكن حاله كحال وحشي الذي كر وقتل الحمزة لينال حريته التي لم تكن كحرية عنترة، الذي اثبت عروبة دمه بفلته، لكن وحشي لم يصنع ذلك، وصنعه ابن رباح الذي رأى في حريته أنه تجعله مكيا كبقية المكيين الذين هاجروا الى يثرب حينها.

هذي الصور الثلاثة المتدرجة لمفهوم العبودية تعطيك تصور عن معناه في الثقافة العربية، والذي قدمه الفيلم - للأسف - وفق التصور الأوروبي المرتبط بمستعمرات الإمبراطوريات، أو رؤى المستشرقين لتاريخ المكان الذي سكناه قبلهم منذ سنين مضت، وكليهما نظرة ما فتئت لم تبارح المخيلة الأوروبية ومعها من تبعها من أعالي البحار.

مفهوم العبودية في الثقافة العربية مختلف عن مفهومة في الثقافة الاوروبية، هناك مرتبط فقط بالرق والقيد والحبس، في الثقافة العربية مختلف تماما، عنترة كان عبدا وعندما كر صار عنترة بن شداد لا يختلف عن اي عبسي اخر الا باللون، وصار عبدا فقط لأن أبوه العربي ذو النسب الحسيب في عبس تنكر له، وهو في زمن لم يحضر الاسلام قط، وبلال رضي الله عنه عبد تحرر في الاسلام فصار مساويا لنبيه الهاشمي عليه الصلاة والسلام،وصار يحن لمكة حنين نبيه الذي بكاها حينما هاجر عنها،ومرض بالحمى هو وأبو بكر في ليلة وصولهما لمقامهما الجديد بعد الهجرة، كاد المرض أن يفطر قلبيهما حزنا، وكأن الأربعين أوقية في فدائه كانت صلتهما حتى أخر الدهر، والموالي هم اقوام بنتسبون بالولاء لاحد قبائل العرب وكأنها منتهى نسبهم رغم انهم احرار لا عبيد، مثل عمار بن ياسر مولى بني مخزوم، وكأن الرق في المفهوم الاوروربي فقط يقصر عند العرب عند من يؤخذون من السوق او الحرب، فإذا العبيد هؤلاء فقط، فماذا نسمي الثلاث الأنواع السابقة؟ استعباط!

كلا المفهوميين مختلفة! فكيف تعيد الحياكة في ثقافة لا تزال حاظرة حتى الان وكأنها لم تعد موجودة!

وخير شاهد العمال الأجيرين!
في محكيتنا العامية نقول عمالي ،،، سواقي ،،، وكأنه ملكية رغم انه حر وأجير وله اسم وجد، اما بالمفهوم الاوروبي محمد علي الملاكم الله يرحمه غير اسمه بالكامل لانه اعتبره تحرر من قيد مثل الاصفاد، بالرغم أن الثلاثة في الأعلى لم يغير أحد منهم اسمه، لأن الاسم لا يرمز لأي قيد، أنما القيد في أصل الفكرة، وعندما أسلم العرب، أوجب الإسلام التكليف حتى على العبيد والموالي والمولدين، في دلالة على أن العبودية ليست قيدا يكسر بالفداء والمال، بل هي معنى يرسخ في ذهن المرء لا يتحرر منه إلا إذا نزعه من عقله وإن كان مملوكا، كما شعر وحشي رضي الله عنه بتحرره بقتله رحمن اليمامة الكذاب!

هذا والله اعلم

الخميس، 11 أغسطس 2016

يا مصطفى، سيأتي يوما زمانك الذي تبغي!

يا مصطفى، يا كتاباً من كل قلب تألف
ويازماناً سيأتي يمحو الزمان المزيف!

المصطفى هو المختار، وهو اسم معتاد كما محمد، فيا ذا المصطفى ... يا كل المقهورين والمظلومين والمضطهدين ...
يا كل الذين يظنون أن الدنيا غلبتهم على أمرهم،
يا كل المعسورين،
يا كل من لم تكسر ظهورهم ضربات الدنيا، ولم تحن ظهورهم ريح عواصفها،
دائما الله جل جلاله يحدث بعد كُلِّ أمرٍ أمراً، فلا تبتئس، وتذكر:
ان هذا الزمان الذي تعيشه مؤقتا، يتمثل هو كورقة الخريف الساقطة المزيفة، ما تفتئ ان تذهب لتزهر الدنيا ربيعا، هذا الزمان المزيف سيتبدل إلى زمان حقيقي، مثل سواد الليل الحالك الذي يتلوه صبحٌ متنفس!
زمانك المزيف هذا مثل هذه الدنيا الزائلة، فبعدها خلود الزمان الحقيقي.
فظنوا خيراً في كل أمر،
لأنكم مثل مصطفى:
 فلا من البعد تأسى ولا على القرب تأسف
لأن همك أعلى لأن قصدك أشرف
لأن صدرك أملى لأن جيبك أنظف
قد يكسرونك، لكن تقوم أقوى وأرهف
قد يقتلونك، تأتي من آخر القتل أعصف
لأن جذرك أنمى لأن مجراك أريف
لأن موتك أحيا من عمر مليون مترف
فطيبوا نفسا، فأنتم أصل كل الناس ومادتهم، وأنتم وقود كل الناس، وأنتم قلبهم النابض،

يا مصطفى، يا كتاباً من كل قلب تألف
ويازماناً سيأتي يمحو الزمان المزيف!

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

حديث عابر عن مسلسل ساق البامبو

انا حقيقة لم أتم الرواية كاملة، وكذلك لم اشاهد من المسلسل سوى الحلقات الثلاث الأولى لحظة عرضه الأول في رمضان هذا العام على شاشة تلفزيون الشرق الأوسط MBC ...
ولكن،
هرمنا يا أخي!

اذا كان لا يوجد كتاب خليجين يكتبون نصوص ممتازة، فلتلجأوا  للرواية الخليجية وقدموها!

روائي شاب مثل سعود السنعوسي، ولوقيت روايته اهتمام اكبر بعد فوزها بالبوكر، قدمت بعمل فيه نجوم بمراحل عمرية مختلفة، تعطي الممثلين ادوار وتحديات اكبر، من ممثل من جيل الرواد مثل سعاد عبدالله الى جيل جديد مثل شجون، وحتى واحد مثل عبد المحسن النمر معاصر للجيلين، هنا ان تعيد اكتشاف نجومك الكبار والشباب والمخضرمين منهم، ان لا يموتوا ولا يتقولبوا، واحيانا النص المقتبس يساعد بشكل كبير وقوي.

نحن من الممكن أننا لم نعاصر يوسف وهبي في أوجه وبداياته، لكن ونحن صغار ذهلنا من اداءه الجبار في فيلم اسكندرية ليه!

خالد تاجا - وهذه سببت لوثة وقتها - عندما شاهدنا اداءه العظيم الخالد بشخصية الحارث بن عباد في مسلسل الزير سالم.

حتى عالميا عندما أعاد كوانتين ترانتينو ديفيد تشردي للحياة من جديد عندما أسند له دور بيل في رائعته أقتل بيل.

الجميل في المسلسل أنه أعاد عبادي الجوهر ليقدم أغنية مختلفه تضاف لحياته الفنية، فمن بعد أصابع الزمن مع محمد حمزة، ظهر من جديد في ساق البامبو.

هنا أستطيع القول أخيرا الجملة الشهيرة الساخرة حقا لكن في جانب حميد:
"افلام عربي ام الاجنبي.....ايوا كده يا ودييييييع"

كثيرة هي الروايات الخليجية التي تستحق التقديم أو سبق أن قدمت أو أن يعاد تقديمها.
أتذكر فيما مضى تسمرنا أمام شاشات التلفاز عندما أذيع مسلسل شقة الحرية عن رواية الراحل غازي القصيبي التي تحمل نفس الاسم

لماذا لا يعاد تقديم المسلسل من جديد، خصوصا أصبح من الكلاسيكيات كما يصنع في مصر، كما الحال مع الكيف وليالي الحلمية، مسلسل واقعي مثل رقية وسبيكة كان ثوري وقتها.

كثيرة هي الاعمال التي تحمل قيمة لو قدمت من جديد، أعمالا روائية أو سير ذاتية - بعيدا عن فلك رؤساء مصر المعتاد - لأدباء أو فنانين أو رواد، أو سير لحقب زمنية، كما في سيرة آل جلالي أو أسمهان أو حتى نزار قباني، عندما استطاع أخيرا سلوم حداد الخروج من عباءة الزير التي تلبسها ولم يخلعها إلا مع نزار قباني.

من الجميل أن لا نتوقف عند موسم مزدهر، أن لا يكون حالة استثنائية ولكن يكون بداية لتأسيس مرحلة جديدة ليقضة فنية جديدة.

الأحد، 5 يونيو 2016

عن حارة الشيخ مبدئيا

هذه التدوية أنت كجزء من حديث عابر مع أحد الأصدقاء:

بالرغم مشاهدتي المتقطعة له طوال رمضان المنصرم، كفكره عامة، هو اتى كحكاية شعبية من أواخر العهد العثماني، فكرة أنه يكون هنالك مسلسلات سعودية من هذا النوع تروي الحكايات الشعبية في حقب سابقة جميل، مشكلته أن المظهر العام للعمل وكأنه أخذ ثوب باب الحارة، مخرجه المثنى صبح، كان مساعد لمن يسمى مخرجا بسام الملا صاحب باب الحارة في الجزء الأول، الذي كان جزءا معتبرا، لكن العزاء أن المثنى صبح نفسه أحد تلاميذ حاتم علي الي بدوره تلميذ هيثم حقي، هرلائ مخرجين يميلون للواقعية والإهتمام بتفاصيل المشهد من مكياج، للممثل، للديكور في الكادر/اللقطة،  وإن شئت الحق أقول، إن الحارة أو المدينة الحجازية تحديدا في مكة وجده، ترى فيها قواسم مشتركة بين الثقافة المصرية والشامية، لو تشاهد أفلام مصرية مثل الحرافيش والجوع مثلا ستقول أنه باب الحارة مصري مع إنها إنتاج عز السينما المصرية، السبعينات، هذي الحقبة من التاريخ في الولايات العثمانية في العراق-الخليج العربي-الشام-الحجاز-مصر...كلها تتميز بوجود حامية تركية وفتوة حارة وشيخ وعمدة بلد وأعيان لها وحرفين، وكل ما بعدت عن مركز السلطنة/الخلافة صار لكل حارة نفس السيناريو، مثل في الحجاز وصعيد مصر، فالشاهد من كلامي مبدئيا شيء مبشر، لكن مع المتابعة الميه تكذب الغطاس كما يقول اهل ارض الكنانة، كما اننا معتادين على يوسف الجراح بشخصية الرجل الحجازي، لكن لنرى عبدالمحسن النمر كيف سيكون، جميل أنك تشاهد مسلسل يجمع فنانين من مناطق وطننا الحبيب ويقدم لهم أدوار تعطيهم تحديات وآفاق جديدة لمواهبهم التمثيلية

الخميس، 5 مايو 2016

سؤال عابر عن لعنة طيبة النفس!

سؤلت مرة عن لماذا الشخص الذي يتمتع بطيبة يُعامل مع من حوله بنذاله، وكأن الطيبة لعنة، فكان مني هذا الجواب:

"أنت عملت بأصلك، انت تصنع الشيء لأنك مقتع به، وتصنعه لنفسك أول المطاف، كثير من الناس من الممكن يعتقدون أنها سذاجه منك أو أنهم يستغلونك أو أنهم يتسلقوتك في هذه الدنيا، هذا غباء منهم؛ نبي الأمة الأكرم يوم قال إني مفاخر بكم الأمم يوم القيامة، سيفاخر بمن يتحلون بالأخلاق التي أتى ليتمم مكارمها، وليس بمثل هؤلا ممن ينتقصونها، ليس كل شيء تصنعه في هذه الدنيا لابد يكون هدفه مادي أو لغرض معين، الأشياء يصنعها الرجال لأنهم يريدون صنعها لذاتها ولا شيء غير ذلك! يطيعون رأيهم في أول الأمر وآخره، ولا يهم بعد ذلك قول من قال، لا يستبد بهم قديم تليد، ولا جديدٌ طارئ، ليس لأحد أن يفرض على أحد أن يعيش أو يتصرف كما يريد، أو كما الناس تريد، لسان حال المقال يختلف، من شخص لآخر، ومن دائرة إجتماعية لأخرى، وتذكر أننا كلنا مثل الأحدب يعرف كيف ينام ويعيش بمعرفته، ويترك آرثه في هذه الدنيا، بما يرضي الله أولا وآخرا، فهو سبحانه الأحق فقط ان يخشى ويهاب جل جلاله"

الاثنين، 2 مايو 2016

الريال والحكايات الشعبية!

معانا ريال ..
ده مبلغ عال مهوش بطال ..
نروح في الحال عالبقال ..
معانا ريال .. معانا ريال ..

الريال في المحكية المصرية - سابقا - تعني 20 قرشا اي ما يوازي ربع جنية تقريبا
فالجنية المصري 100 قرش أو1000 ملّيم ففي ترتيب الثروة في الثقافة المصرية الشعبية:
ملّيم
نِكلَه
تعريفة
شِلِن
بريزة
ريال
فيعطيك موقعة في الترتيب أهميته ك"فكه" أو "خرده" في التعامل اليومي، وهذا الي يفسر سبب فرحة فيروز مع أنور وجدي أنه معاهم ريال ...

وعندنا الريال يساوي 20 قرش أو 100 هللة
وحتى الأن عند سك العشر هللات يكتب في وسطها قرشان ..

في حياة سابقة كانت تسك عملة معدنية إن لم يخب ظني في عهد الملك سعود رحمه الله من فئة 4 قروش وتعادل 20 هللة، اي ربع ريال تقريباً، ثم الغيت لأنه صدر بدلا منها فئة 5 قروش وتعادل 25 هللة اي ربع ريال فعلياً، فكان كل من ذهب للدكان معه اربعة قروش قالوا له" خذ قروشك هذي ما عاد تمشي، ما تمشي إلا الخمسة!" ويضحكون على حاملها، كان رفيق لأحد أعمامي رحمه الله يقول، أنه تندر علي أحدهم يقول:" رح ما عاد يمشي ذا" يقول لي:" مير آخذه وافره اخليه يدور بشكل مستقيم وأقول له, شلون ما يمشي شفه يمشي زي الخمسة"

الشاهد: أن التفاصيل هذه الخاصة بحياتنا لم نخلدها كما خلد أشقائنا العرب تفاصيلهم حتى في تعاملاتهم اليومية، ونحن لدينا مخزون غني متناقل مثل هذه القصص يستحق الخلود والتوريث والتوثيق ....

وحتى ذلك الحين: يلا نجيب لحمة وخيار وكافيار  ... نجيب جوز ولوز وبندق وتين ... ومعانا ريال معانا ريال

أنور وجدي وفيروز الصغيرة - معانا ريال
https://youtu.be/a2DCC1RWS9Q

الاثنين، 28 مارس 2016

ما بين Seven Psychopath و In Bruges

كيف تكتب قصة فيلم عن مأساة؟

لربما كانت فكرة في ذهن كاتب الفيلم، أراد الحديث عنها، ولكن عندما تصور شخوص حكايته، نظر إليها وكأنهم أناس عرفهم تواً فأراد أن يتعامل معهم كما لو كانوا حوله!

كيف تريدني أن أحكي حكاي أشخاص لم أجاورهم ولم أتعرف عليهم، وكأنهم يعيشون معي وحولي.
حتى تجد شخص الكاتب في أحدى شخوصه ويسير مع البقية كأنه هو ليروي حكايتهم المتخيلة وكأنه هو الشاهد الوحيد عليها.

أن يغوص الكاتب في عقول شخوصه التي أبتكرها في عقله، ثم يبث أفكارهم في فيلم، أفكارهم هم لا أفكاره هو، أنه شيء يشبه التماهي الذي يعيشه الممثل عندما يتقمص شخصيته ويغوص بها، حتى لا ينفك عنها وتغدو جزءاً منه، ويغدو هو كذلك جزءا منها، لا ينفصلان إلا بعملية فصد قد تكون قاتلة لأحدهما!

فحتى شخوص الحكايا المتخلية والمروية عن قصة معاشة، لهم أفكارهم التي يبثونها بعيدا بعيدا عن تصور راوي الحكاية، كانت شخصية الممثل كولين فاريل تمثل شخص الكاتب وسط الشخصيات المتخيلة، حيث أنه هو الذي مر وسطهم وشهد على ما جرى مع كل واحد منهم، ليبقى هو كما في مشهد النهاية في الفيلم، يعبر فكرة الكاتب: أنه يحاول أن يكتب فيلماً!

Seven Psychopath
رحلة عقل ووجدان، وليس رحلة نفس وروح مثل
In Bruges
وهنا يكمن الفارق الكبير بين الفيلمين، فزملائنا السبعة كانت ملخص حكايتهم فيها أمل، لأن حكاية الأمل ذاتها تأتي بعد الشقاء، أما في براغ، كان صديقانا الأيرلنديين، يسيران في رحلة مسيرة سلفاً، أحدهما مهموم والأخر يغالب همه، فكانت حكايتهما المروية أشبه بقصيدة رثاء،
أضف لذلك أن شخص الكاتب لم يكن حاضراً مطلقاً في براغ، عكس مع رفقائنا السبعة، حيث أنه تجسد في أحدهم!

في النهاية فيلمين يستحقان المشاهدة حقاً.

الثلاثاء، 15 مارس 2016

عن الثمانية الذين أبغضهم ترانتينو

يبتدئ هذا الفيلم الصاقع الطويل بصورة عريضة من رحلة طويلة لعربة يستوقفها شخص أسود البشرة في وسط الثلج الأبيض الناعم ككرات القطن، وكأفلام كوانتين ترانتينو يحاول شدك من اللحظة الأولى بموسيقى هذه الصورة، يحاول (ومنذ إنجلورياس باسترد) في جعل اللحظة بكل حيثياتها هي بطلة الفيلم، لا ممثل ولا نص؛ لأن كل هؤلاء جزء من اللحظة التي يقدمها لكي تتربع على بطولة أفلامه.

فكرة الفيلم هي حكاية ما قبل في النوم في زمن رعاة البقر، والحكاية رواها في 6 فصول، هو حاول ان يرجع للنمط القديم (المكان مثل مستودع الكلاب، والنص في بلبفكشن) مع حفاظه على الشكل والسرد من أقتل بيل و انجلورياس باسترد، كما انه حاول الغوص في العقل المريض البشري(كما صنع في قتله بالفطرة مع اوليفر ستون) لكنه في السرد كان متسلسل مثل جانجو لكن حدد الفصول حتى تعرف مراحل رواية الحكاية، ولم يرويها بطريقة سرد روائية مثل انجلورياس فكان التقسيم هنا بلا معنى، فقط مجرد التاكيد على هوية الشكل الاسلوبية لترانتينو التي التزم بها ليس إلا، وقدم تركيبة فيها من مراحل التوقف اثناء المشاهدة تذكرك بجاكي برون.
الفيلم يبدأ بأفتتاحية أخاذة وينتهي بختام بارد، لربما تبتسم بعده اذا شاهدت تتر الاسماء؛ لأنك توقن أنها مجرد حكاية شتوية ما قبل النوم، لم يكن يقدم فكرة "ماذا لو؟" التي قدمها في انجلورياس وجانجو، ولا الانتقام الجامح الذي في أقتل بيل، حاول الإحاله لفكرة تغيير الموقف كما حصل مع ويليام ماني في غير مسامح، لكن بلا تبرير حقيقي؛ لأن كل الشخوص لم يكن لديها شيء لتخسره، ومع ذلك مشهد الإقتتال يذكر أيضاً بحالة ويليام ماني (كلنت ايستوود) مع جين هاكمن عندما كلاً منهما أطلق العنان لرغبته الشخصية المحضه، الموسيقى باردة مع برودة طقس الفيلم إلا في مراحل معينة، لكن كالعادة الشخصيات غنية وحوارات طويلة والإخراج يشد بموسيقى معبره عن اللحظة، لتكون اللحظة سيدة الموقف لدى ترانتينو.

يختتم الحكاية قبل أن ينام الصبية المتوحشون الصغار الذين يسهرون على هكذا قصص، أو المشاهدين لهذه الحكاية، أو حتى بطلانا صاحب البشرة السوداء، وصاحب العنق الأحمر الجنوبي، بقصة خطاب لينكون الأسطوري الذي سار به الركبان بين مكذب ومصدق لقصة الخطاب، حتى حين ثقلت الأجفان، أُخرِجَ الخطاب المختضب بالدماء كالعروس، ليُقرأ فيه الكلمات الإخيرة في كل هذه الحكايا.

وطلع الصباح وسكت الجميع عن الكلام المباح.

الخميس، 10 مارس 2016

عن المديح ...

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ
وكأنّما أنصاركَ الانصارُ

قالها ابن هانئ الأندلسي والذي كان معاصرا للمتنبي ونافسه بالمرتبه، في حق المعز لدين الله العبيدي الفاطمي عندما دخل فسطاط مصر وجعله القاهرة

هذا الحالة الفجة في المديح تكررت عبر عصور مديدة ومستمرة لا تنتهي

فهل السائس يحتاج لمثل هذا المديح وهذه الوصوف حتى يعمل؟

لهذا كان عمر بن الخطاب يحب مديح زهير بن أبي سلمى لأنه لا يمدح الرجل إلا بما فيه من صفات وفعال فعلها حقا.

تكررت ذات الصورة مع حفيد ابن الخطاب، عمر بن عبد العزيز الأموي، حيث كان جرير الخطفى الوحيد الذي يدخل عليه، لأن شعره نابع من صدق وإن هجاء مقذعا أو مديحا.

على الأقل كفار قريش عبدت الأصنام تتزلف بها لله، وإلا فهي عندها علم اليقين أنه لا إله الا الله، ولم تتزلف غير اصنامها، فهل ما فعله ابن هانئ وزميله المتنبي الكذاب في مديح سيف الدوله للحمداني هو إنشاء وتخليد وثنية جديدة غير مسبوقة، كما صنع النابغة الذبياني وعبيد بن الأبرص في حياة سابقة مدرسة شعراء البلاط إيام الممالك العربية القديمة؟

الخميس، 25 فبراير 2016

عن الكتابة

الكتابة هي حالة التجلي الأخير التي تنفصل بها روحك عن جسدك، ويخرج بها معنى العقل الإفتراضي من المخ، هي تعني أن يموت كاتب النص ويذهب ما بقي من روحه الحية لتتشاكس مع القارئ حول تأويل المعنى، فهل الكتابة أحد أشكال المجاز؟

ربما...هي إحالة لمعنى ضمني ترمز إليه تريد من المتلقي أن يقبضه من سحابة المعنى دونما تأويل، لترى ان في الكتابة تجريب حتى على صعيد الشكل والنص والمعنى

الصورة التي تخرج بها لعلها تحتاج إلى اعادة صياغة في عقلك بعد كل قراء لأي نص .... فالكاتب هو الذي قال وانت الذي تفسر .... لكن الكاتب دائما هو الذي يملك المعنى الأول الخالد التليد لنصه قبل أن يشرحه القارئ، كما يمتلك جذر الكلمة معناها الأول

فأنت عندما توغل في المجاز توجد معاني جديدة فلا تخاف من فاجعة أن تفقد النص فكاتبه ارسله ليخلد من بعد رحيله عنه، وانت ستستحضره كلما إردت الإقتباس