الأحد، 7 يونيو 2020

ثامبلينا

من زهرة الاقحوان التي ابتعتها صباحا، جلبت لها اصيصا ووضعتها فيه فاتجهت صوب الشمس تنادي:

هانس! يا هانس..
اتتركني هنا وإياه وحيدة معه؟
يلف جسدي هذا الطمي البارد داخل هذا الشيء كما لو كان تابوت حث عليه التراب؟

ظننت ان جنيا ما قد استنطق هذه النبته، لكني استنكرت الاسم الذي نادت به، فقلت في نفسي: "لكنها زهرة اقحوان وليست حبة شعير!"
فمددت يدي بحذر
وبدت اشعر بالدفء
ولعل رعشة قد ألمت بي احسست منها أني لم أعد اتمالك نفسي
كل هذا لأني أظن أن هناك كائن سيطل علّي؟
ولكني انا من طل داخل الزهرة فلم يجد شيئاً... 
ومضيت للنوم.

في الليل، شعرت برغبة بالذهاب لشرب الماء، فذهبت للمطبخ استجدي هذه الشربة، ثم فكرت بعدها ان افتح النافذة، سمعت مناديا يقول:
"يا صاحب اليسر حدثني..." 
- من المتحدث؟ 
- هانس جئت ابحث عن زهرتي! 
- هذه! 
- نعم هذه! 
- انت؟ 
- ما بك؟ 
- اشعر ان اسمك ليس بالغريب، ومع ذلك تشبهه! 
- لان هذه الزهرة اتتك من أودنسه! 
- كيف قلت! 
- عبر المحيط يرويها سحاب المطر، ثم عندما حللت عندها نزلت عندك ضيفة، لكن من غير ثامبلينا، حيث انها فقدت ذاك المحيط الذي يحتويها. 
- أي محيط تعني؟ 
- لا تدقق في الألفاظ وانظر للجوهر، لن تراها ابدا الا ان تعيد لي زهرتي وتزورني في الدنمارك! 
- اتأذن لي؟ 
- فيم؟ 
- ابقيها لدي وزرني، لعلي اتزود منك لاحكي لبنات افكاري الصغيرة، فهن يحببن هكذا قصص وان لم يتسمروا عندها. 
- احكاياي حلوة؟ 
- نحن حسٌ متماثل، اتبخل علي أن نعيش العمر معا يا هانس؟ 
- ولنا في الأذواق تشابه، ربما، اذا هي لك! على أن ازورك بين البين. 
- انت تزورني على اشكال عدة، فلا تقلق، لعل القادم يا هانس معك يكون لويس، فقط لو يترك أليس وشأنها قليلاً، فلا تخف. 

ثم تركت القدح عنده وعدت ادراجي اجر لحافي حتى عنقي، وتركته هو وزهرته يناحيان قمر عنترة في هذه الليلة الباردة. 

اووووووه! نسيت اغلق النافذة! 
- دعهما يتسامران كمودع. 
- وانت ايضا يا مارك! 


~تمت~

هناك تعليقان (2):

  1. رغم أن الشخوص ، لانعرفها ولكننا نشعر معها بالألفة ، وكأننا نتفرج على كرتون جميل ...

    ردحذف
    الردود
    1. بالنسبة للشخوص فهم
      ثامبلينا هذا اسم عقلة الاصبح بالدنيماركية
      وهانس هو هانس كريستيان اندرسون مؤلفها
      ولويس هو لويس كارول مؤلف اليس في بلاد العجائب
      ومارك هو مارك توين مؤلف توم سوير

      حذف