الأحد، 14 يونيو 2020

مالك النزل المهجور الحزين

مشيت حتى بلغت المنتهى
هُناك عند نهاية الطريق لذلك النزل الذي بدت على جنباته هاله تحيط به والمكان، ساد صمت المكان، ثم بدأت أتحسس الأشياء...


صمتاً صمتاً...  - صوت في داخلي صاح -
- يا هذا الطارق! 
- أوششش ضوضائك تفزعني وتقض مضجعي، فأرجع لا تفجعني وتحرمني النسيان، يا غريباً عني لا ادري أي قدر بعث بك إلي؟

من ذلك الظلام الاسمر، اذ شعشع من فتحت الباب نوراً أبيضاً وكانه يرقبني ويرقب الزائز الذي رأيت، لعل احدنا كان هو الذي استفز المكان!
لكن ما جال في خاطري أنه كان يرقبنا، هل يعلم اني اتيت من رحلة طويلة؟

- انظر! - والتفت يميني- ذلك السخيف، صانع الأقفال!

فاستحالت سمرة الظلام لسواد، اذ ان النور الابيض قد اختفى، ترى اي سرٍ يحمله ذلك الذي يرقب؟ ومم كان يجفل؟ وعن أي شيء كان يبحث؟
المهم ان ذلك الصانع قام بعمله ونحن نرقب مندهشين، لكنه نسي مفتاح القفل فعاد وترك الباب وقفله مفتوحا، فاشرقت شمسنا فرحة حتى نرى ذلك الشيء العجيب!

فتزوت بجعبتي، زادي ورصاصي: "استأتين معي؟"
- لم ترى فرشاتي، كانت هنا؟
- شتجدين غيرها في الداخل المهم هو القلم!

ومشينا بقلب متسارع وخُطى بطيئة، لست مجبراً على هذا، لست مجبراً ابداً! كنت أعد نفسي للسفر، لا استطيع أن اخدم كل الناس!
- لكنه الفضول! "هذا قالت وبدون مقدمات، وكأنها تعرف خبيئة صدري"

بدى الباب كانه ستار حريري ذو لونٍ أرجواني فما إن لمسته حتى ملأتني مخاوف رائعة لم استشعرها من قبل، وتلبدت سماء المكان، وكان طيف يحوم عند مرسم توسط فناء هذه الردهة، فتقدمت وبدأ البيانو بالعزف، وهي طفقت تجمع الادوات!

" ويكون أن يأتي يأتي مع الشمس 
شيء روائعه بلا حد
شيء يسمى في الأغاني طائر الرعد "

فسمعنا صوت الرعد يلف المكان، فخرجنا هلعين وكأن الشمس كسفت من الظلمة، وقد اختفى الباب الارجواني، وخرجنا وعلى اصوات الرعد، لا برق يضيء ولا مطر يهطل، لكن تحسسنا اجسادنا.

"بلى بخير" وانزوينا لشجرة الدراق البعيدة التي تطل من بعيد على النزل، فوق هضبة صغيرة، وغططنا في نوم عميق!

عندما استيقضت، وجدت في جانبي قفل ومفتاح ورسالة، كتب فيها:
" يوما ما ستدرك يا وطن أن ذلك الثائر أحبك أكثر من هؤلاء الثرثارين"

غرفة رقم ٦٦٦ - كانت معلقة على المفتاح - 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق