الخميس، 2 نوفمبر 2023

مارتشيلو، تعال! بسرعة!

 ما ان حطت قدماي المطار، حتى شعرت أنني في مطار القاهرة!

لا اعلم يقينا ما هو جو الألفة الذي حام جو اللحظة، وجعل ذلك الموضف المكتهل، ان يجعلنا نمر سريعا مع عائلة اخرى، نحو صديقته موظفة الجوازات كي تعطينل ختم الدخول، لنجد اسضا حقائبنا بانتظارنا.

ومما زاد في اجواء القاهرة، سائق التاكسي الذي اقلنا الى الفندق، فعندما سألنا من اي البلاد نحن؟ فقلنا العربية السعودية، ادار المذياع لمحطه ايطالية تذيع اغنيات عربية جلها مصرية.
واثناء الحديث عندما سألته عن المدة الزمنية التي يستغرقها القطار من روما الى مدينة نابولي قال: ولم القطار؟ انا اقلكم! فقلت له بالعربية - لا اراديا - متشكر!

عند باب الفندق، مدت له ورقة بقيمة خمسين يورو، فقال لي مازحا: بقشيش؟
فقلت له: buono!

لكني وجدت نفسي مدفوعا، لوسط المدينة، حيث ان صور النوافير اعلى من اي ضوضاء في هذه المدينة.

وبمناسبة ذكر الضوضاء، هذا الصخب ايضا اضاف لها من صورة الشعور بحالة القاهرة، حيث برغم اشارة المرور الا انك اجد شرطي بصافرة هو من يتحكم بالطريق، والمشاه اصلا لا يلقون بالاً للوحات الارشادية.

لكن بالرغم من هذا، حرصت على تتبع الصوت، حتى جن الليل، فتساقطت رشات المطر الطفيف علينا، وهذه اجواء غير معتادة هنا في روما، ولهذا كنا تكسر كثير من القواعد لنزيد من حدة الاشياء غير المعتادة في المدينة، كشرب الاسبريسو ليلا، تجرعا لوقود موتور يبحث عن شيء فقده من سنين عديدة.

وكان عازفا يجلس على قارعة الطريق، يعزف لحنا كأنه لنينو روتا على آلة الماندولين، فرفعنا رأسينا، اذ أن المنظر الذي كان أمامنا كأنه صندوق الدنيا، ذلك الصندوق الذي يحمله الكحواتي على ظهره كي يحكي القصص من خلال الدمى التي بداخله.
توقفنا، وبدأنا نميز صوتا ينادي مع علو صوت النافورة: الحياة حلوة - لا دولتشي فيتا / La Dolce Vita
وما زلت احاول تبيان اللحن الذي تأكدت أنه لنينا روتا!

هناك عند قريبا من نافورة تريفي، وجدت قبعة على كرسي قبالة النافورة وعلى الارض، ربطة عند بدلة توكييدو ملقاه غير مربوطه، ما ان اقتربت منها، حتى عاد الصوت لينادي:
" مارتشيلو، تعال! بسرعة! "
وعندما التفت الى النافورة تلاشت كما يتلاشى دخان البخور من المكان، وعاد الصخب اليها - اي النافورة!
مع فرقة تغني اغنيات كلاسيكية معروفة، قلت لرفيقتي:
- نأخذ اللقطة قبل أم بعد الجلاتيو؟
- بعد، دعنا نستمتع باللحظة!
وقد كان، وكنا نسمع الفرقة وصوت الناس يغطي حتى الازقة التي تؤدي للمكان.

وعند الصباح كان شهريار الذي لن يسكت عن الكلام المباح، فما زال في جعبة صندوق الدنيا الكثير.

تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق