السبت، 26 أكتوبر 2019

VICE-2018 نائب الرئيس: قراءة في التسرطن السياسي!


عندما ترغب بالوصول للذروة لكنك تتخبط في قمة القاع، يصير لا هم لك إلا أن تستثير غرائز السبع والوحش والحوت والقرش، لا هم لك الا الافتراس، كل شيء هو حق لك، مشروع لك، لأن المهم ان تصل، ولا شيء غير ذلك.


فيلم نائب الرئيس هو ثاني فيلم يتناول حقبة الرئيس بوش الابن بعد فيلم أوليفر ستون الرائع دبليو عام 2008
الفيلم يبدئ بلحظة تفجير البرجين، ليريك الشرارة التي انفجرت منها روح ديك تشيني، لينتقل بعدها برواية المتبرع بالقلب ومشهد لديك تشيني وهو يقود السيارة مخموراَ وبصورة لحريق غابة في نهاية الطريق، ثم مشهده وهو يحاول صيد السمك!

وينطلق معك الفيلم ليروي فيه المفاصل الرئيسية في حياة هذا السرطان السياسي، ليتوقف معك في ثلاث رمزيات رئيسية ظهرت في ثلاث مشاهد حددت الفيم كاملاً!
رمزية أكواب الشاي المصفوفة فوق بعضها ورمزية حريق الغابة والرمزية الأجل: محاولات الصيد السمك!

أما المشاهد الثلاث التي كانت هي المحددة للفيلم، فهي صورته وهو مخمور يقود السيارة، كناية عن القاع الذي خرج منه، وان بدى انه وصل لما يريد إلا أن داخله لا يزال في القاع، فما زال يقود سيارته مخموراً!


رمزية حريق الغابة كناية عن ذاته التي كالنار تلتهم كل شيء تمر به ولا تشبع! وتجد أي مبرر لتلهم المزيد من الحطب والزروع وما أمامها .

طوال الفيلم ومع كل حدث، يصطف كوب شاي مع صحنه فوق الأخر، كناية عن تصاعد ديك تشيني السرطاني، حتى هوى كل شيء بعد غزو العراق

وثانيهما هو وجود ضالته في جورج بوش الابن!
هذا الابن الذي ثار على تقاليد العائلة، ورأى في تحرير الكويت أن هنالك ثأراً لم يستوفيه أبوه مع الرئيس العراقي، فأراد أن يكتسب مجداَ أعلى من أبيه، لكنه لا يعرف السبيل للفراغ الذي يحويه شخصه العابث غير المبالي.فجاء ديك تشيني كالحوت الأزرق ابتعلت بوش الابن داخلها، فتقاسما الأدوار

وتستمر الأكواب في الارتصاص، حتى إن هوت، وجدنا باربا تستضيف ديك تشيني في برنامج ٦٠ ثانية في لقاء أشبه بالتحقيق، ليلتفت فيه السرطاني السياسي للكاميرا بخطاب مأزوم ليقول كما قال رينو دي شاتيو: "أنا لستُ نادماً"
وهنا تتجلى الرمزية التي تتكرر طوال الفيلم: صيد السمك!
فالرجل الضخم كدب بري يمشي في البحيرة يحاول صيد السمك كما الدب البري أيضاَ، هي نظرته لهذا العالم: مصلحة وتعداد! المصلحة تتمثل في الطعام كون السمك يؤكل،وتعداد كون العدد الصيد مجرد احصاء،فالحفاظ عليه او قتله سيان ما دام يحقق المصلحة!
ومع هذا ديك لم يصطاد سمكة واحدة طوال الفيلم، لم؟
ببساطة: لأن البحيرة فارغة!فالبحيرة العراقية فرغت من اسماكها لتلد القاعدة وداعش وعم الوباء كالطاعون في المنطقة.
وبقيت كل المسائل في تلك الحلقة من في مسلسل السياسة الأمريكية كأنها ثالول في جسدها، لم يوجد طبيب ماهر يتحسسه.

وينتهي الفيلم بلفتة ساخرة، كاللفتة التي كانت في منتصفه عندما ظهر كادر الفيلم قبل ترشح بوش الابن.
لفتة استمرار الجلسة النقاشية حول الحرب:انه فيلم ليبرالي، فلا تحاكمه بأفكارك اليسارية!بلى؛ أنه اليمين المتصاعد يا سادة!

أ.هـ رحمه الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق